المؤلفات --> مقالات
توصيات الشيخ لمن هم في موقع المسؤولية في العراق بعد الاحتلال
توصيات الشيخ لمن هم في موقع المسؤولية في العراق بعد الاحتلال كانت للشيخ عبدالكريم زيدان بعد احتلال العراق مراسلات مع مختلف الشخصيات الرسمية وغير الرسمية وعلى اختلاف توجهاتهم ناصحا وموجها ومصوبا لهم. وقد وجه في احد هذه الرسائل نصائح ثمينة لمن هم في موقع المسؤولية آنذاك, وترى ادارة الموقع انه من المفيد نشرها توثيقا لمواقفه رحمه الله وتعميما لمن هم الان في مثل هذه المناصب اضافة لكونها صالحة لكل من يتولى المسؤولية مستقبلا في ظروف مشابهة. نص الرسالة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: الناس في الوقت الحاضر بحاجة شديدة لتعريفهم بأحكام الاسلام وما يجب عليهم في اوقات الشدة بثباتهم على معاني الدين وعدم الانحراف عنه ومساعدة من يستطيع تثبيتهم على هذه المعاني في اوقات الرخاء والشدة وجعل من يقوم بهذا الامر محل رعايتكم ودعمكم الدائم الخالص لوجه الله تعالى وان لم يعملوا تحت اسم معلن وعنوان منشور ولكنهم معروفون بالمنهج الاسلامي الاصيل واللذين ثبتوا على الحق رغم الفتن التي اصابت القائمين بالعمل الاسلامي في السنوات الاخيرة. واعلمك يا اخي بانهم دائمين السؤال عن الحكم الشرعي في كل ما يهم المسلمين في بلدنا وما يجب عمله على كل واحد منهم وهم على تواصل مستمر في استفتائي فيما يلم بهم من امور ونوازل والذين نامل ان يكونوا هم ومن يرعاهم ويعينهم من جملة من يشملهم قول رسول الله ﷺ (لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله ، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم ، حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك) رواه البخاري. كما اوصيك يا اخي ببذل الجهد المستطاع لأطلاق سراح الموقوفين وردهم الى اهلهم سالمين والبدء بهذا الجهد المشكور ولا سيما الافراج عن النساء والاطفال ولزوم استمراركم على هذا الجهد دون ان يؤثر فيه تثبيط المثبطين ويأس القانطين والمعرقلين بحجة انكم فعلتم ما قدرتم عليه في السابق ولم يحصل المقصود لان هذا الامر من الاولويات التي يجب الاهتمام بها والاستمرار فيها من خلال منصبكم الذي تشغلونه. ومن الامور الاخرى التي اود ان اذكرك بها هو موضوع المهجرين في داخل العراق او خارجه وضرورة ردهم الى منازلهم سالمين وازالة العوائق التي تعيق رجوعهم وان لا يعتبر الحل لمشكلتهم ما تقدمونه لهم من مساعدات مادية في البلاد التي هجروا اليها وان كانت هذه المساعدات ضرورية وانما الحل هو السعي المتواصل الحثيث الجاد لردهم الى منازلهم سالمين سواء اكانوا مهجرين في داخل العراق او خارجه. واعلم يا اخي بانه لا يجوز باي حال من الاحوال وتحت اي ظرف من الظروف تأييد ما يسمى بالفدرالية او تنظيم الاقاليم لا قولا ولا فعلا لأنه لا يجوز شرعا وما لا يجيزه الشرع لا يملك حله مسلم واما ما يقال من تبرير للدعوة الى ما يسمى بالفدرالية او الاقاليم بان هذا ما نص عليه الدستور فان الدستور وغيره لا يملك تحليل ما لا يجيزه الشرع فضلا عن ان هذا المشروع مقدمة معروفة النتائج وعلى رأسها تقسيم العراق تقسيما كاملا وما يترتب على هذا التقسيم من هوان وضعف ومن تكالب وتزاحم على المناصب داخل الاقليم مما يوصل ذلك الى العداوات والخصومات بين افراد الاقليم الواحد ولنا فيما جرى من تقسيم في التاريخ الاسلامي القريب والبعيد من تقسيم الدولة الواحدة من نتائج ادت الى هلاكهم جميعا واستيلاء العدو عليهم وعلى هذا فعليك ان لا تعاون الداعين اليه او الساعين لتحقيقه واستعمال حنكتك السياسية في عرقلة هذا الموضوع وصرفهم عنه. واوصيك يا اخي بان من يشغل منصبا مثل منصبك فانه يكون محل مراقبة وفحص لكل ما يقوله او يفعله او يكون في موقف مما يستغله المبطلون بجعلهم ما ذكرنا قرينة على ان ما تقوم به مما يشينك ولا يزينك والمسلم مطلوب منه ان يبتعد عن الشبهات والتي يمكن فيها استغلالها بالباطل حتى في الامور العادية كالتمادي في التبسم مع اعدائك والملاطفة معهم والتمادي في اظهار المودة لهم والتي لا تكون عادة الا بين الاحباب. واذكرك يا اخي بان الشأن بالمسلم ان يعرف الحكم الشرعي لما يريد فعله في جميع شؤونه لا ان يفعله ثم يسال عن حكمه الشرعي ان كان مشروعا وان لا يرجع الى الاقوال الشاذة التي تنسب الى بعض اهل العلم فالله ورسوله احق ان يرضوه ورضا الله ورسوله لا يكون الا بتحكيم شرع الاسلام البين.   والله اسال ان يبصرك بالحق والصواب ويهديك اليهما ويعينك عليهما والله ولي المؤمنين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين. الشيخ عبدالكريم زيدان  5ربيع اول 1432 هــ الموافق 8-2-2011 م
تجد هذه الصفحة في موقع الموقع الرسمي للشيخ عبدالكريم زيدان (الموقع الرسمي للشيخ عبدالكريم زيدان)
http://www.drzedan.com
الارتباط إلى هذه الصفحة
http://www.drzedan.com/content.php?lng=arabic&id=130